حكاية الوردة القبيحة

ثم هناك كانت تقف وردة، في خيالي، تبزغ من أرض خيالية، في مكان خيالي، وردة لونها أحمر

ثم فكّرت، من أين جاءت هذه الوردة بلونها؟؟

 

ثم سألتها بفضول: من أين أكتسبتِ لونكِ أيتها الوردة؟؟؟

فقالت لي: لا أعلم!؟

قلت لها: إنكِ حمراء

فقالت: لا اعلم ما هو لوني!؟ لكني أحب اللون الأزرق

فقلت لها: إن كنتِ تحبين الأزرق لماذا لا تصبحين زرقاء؟؟

فقالت: لا استطيع

فسألتها مندهشًا: لكنكِ حمراء، وأنتِ تحبين الأزرق فلماذا لا تصبحين زرقاء؟

فقالت: لا أعلم

 

نظرت لها، مقطبًا حاجبيّ، غير مقتنع بأجوبتها

 

فقلت لها: من جعلكِ حمراء؟؟؟

فقالت: لا أعلم

 

استغربت منها، إذ بدت كل أجوبتها: لا أعلم.. لا أعلم.. تبا لها

 

فقلت لها: إنك وردة قبيحة هل تعلمين ذلك؟؟؟

فقالت: لا أدري إن كنتُ قبيحة أو جميلة.. أنت تعلم لأنك من تراني

فقلت: تبا لكِ انكِ أقبح وأغبى وردة رأيتها بحياتي

فقالت: لعلني ذلك، لكني لست متأكدة من هذا الشيء، أنت الوحيد الذي تعلم لأنك تراني

فقلت لها: أنا أؤكد لكِ أنكِ قبيحة لأني أراكِ قبيحة

فقالت: إذن، سأكون قبيحة لأنك تراني قبيحة

 

تلك الوردة جعلتني متوترًا وغاضبًا، أخذت نفسًا عميقًا وحاولت مجددًا معها 

 

قلت لها: هل ترين نفسكِ؟؟

فقالت: لا، إني أرى نفسي في عيون الآخرين وانطباعاتهم عني

فقلت لها: كيف ذلك؟؟؟

فقالت: انظر تلك الفتاة القادمة حين تقترب منا ستعرف

 

نظرتُ حيث أشارت لي، فوجدت فتاة تقترب منا

 

انحنت الفتاة باتجاه الوردة وسمعناها تقول: الله، هذه الوردة جميلة جدا ألوانها نضرة مشبعة بالحياة وكأن لونها يكاد ينطق 

 

نظرتُ للوردة باستغراب، وبعد أن ذهبَتْ الفتاة مبتعدة

قلت للوردة: لا أفهم لماذا قالت ذلك؟؟؟ 

سكتُّ وصرت أفكّر

ثم سألت الوردة من جديد: وأنتِ ما رأيكِ بنفسكِ؟؟

فقالت الوردة: أراني كما تراني

فقلت ساخرًا: لم أعهدكِ حكيمة أيتها الوردة

لكنها لم تعر كلامي أدنى اهتمام وبقيَتْ صامته

فقلت للوردة: لايهمني كلام الفتاة، إنني أجدكِ أقبح وردة رأيتها بحياتي بل والأقبح في كل ممكلة الورود قاطبة

 

فضحِكَتْ الوردة

فسألتها بغضب: ممّ تضحكين؟؟؟

فقالت الوردة: لأن حديثكَ مضحك أيها الجندب

 

 حينها، قفزتُ غاضبًا مبتعدًا عن الوردة القبيحة، وأنا أفكّر بأنه لابد وأنّ الورد هو أقبح شيء خلقه الله

 

 

Leave a comment